ان الإله عز وجل جوهرا كليا من حيث مقولة الروحانية فالروحانية فضيلة من فضائله تهيب بالنفوس الطاهرة الرضوخ لأمره ولا تبتز سواها في حصول المنفعة منها لأنها ليست مركبة بتركيبة الأجسام تزيد وتنقص وترغب وترفض أو يكون لها في الجسد منفعة أو رغبة إنما تصلنا تلك الروحانية بطريق قبولنا أمره سبحانه وتعالى فتفتح لنفسها طريقا بها تشرق على ذواتنا القابلة لها لتحررنا من قيود ناسوتنا وتبعث فينا حب الحياة الأبدية فإن قطعنا مراحل النمو بالروحانية والتحرر من رغبات الأنا البشرية صارت النفيسة روحانية في كلية اقبالنا .
فنجد أن الفضائل نعمة من الله بها نخلص له وبها نمتحن وفيها نجتبى وبسياقها نرغب فيه ربا وخالقا وإلها إذ لو تمعنا بالفطنة لوجدنا أنها النباهة والفهم والاستعداد وكنا بها طلاب علم وحكمة ورشد عاهدنا الله على الالتزام بأمره ونهيه وصدقنا بعهدنا كما قال تعالى : مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ . والفطنة فضيلة بل هي حاضن للفضائل لكن هل هي بتركيبة الانسان بطبعه وتربيته وعاداته وتقاليده ام هي نعمة من نعم الله سبحانه .