أرى أن الهروب من هذا الشر أو كبته يتم عبر ثلاثة فضائل هي العدل والشجاعة والحاضن الأم هي الفطنة ونحن نعلم أن الفضيلة وصفاتها نعمة من الإله صاحب الأمر والنهي لقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله : انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق . فلننظر الى قول الله عز وجل بعين البصيرة والدراية والرغبة والتصديق لنعطى منه فضيلة فقد قال عز وجل : {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }النحل40 . فهذه قدرة ذاتية له لايشاركه بها أحد وأنى اراد وكيفما أراد له الإرادة والمشية يفعل مايشاء . نأخذ من هذا الفاعلية فضيلة الشجاعة إذ باعتمادنا على الله فلا تأخذنا به لومة لائم ولا نتبع مافني في أيدينا لكونه فان فكل مالايتصف بالبقاء فهو فان حتما إذن أرى أن أول الفضائل الشجاعة وهي أن تقيم نفسك مقام العبد الطائع الراغب بالله تاركا خلفك ماقيل ويقال من هموم الدنيا ومشاغلها ومساوىء أهلها وزفرات تعابيرهم ثم نلاحظ أنه سبحانه وتعالى لاشريك له لأن ذاته كلية لاتشبيه فيها ولا تمثل ولا حركة ولا نقلة ولا صعود ولا هبوط ولا فوق ولا تحت فهي تامة فإذا نظرنا الى هذه العظمة كيف يكون لنا بها منها فضيلة