Admin Admin
عدد المساهمات : 304 نقاط : 951 السٌّمعَة : 62 تاريخ التسجيل : 12/05/2015
| موضوع: واعتصموا بحبل الله جميعا الإثنين فبراير 15, 2016 4:07 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
تتناهى الأيادي البيضاء في مرقدها وهي تثني على من تعطي من عطايا الحق تعالى والعيون الدامعة الخاشعة المتطلعة بلهفتها الى بلوغ مرادها قد هيمنت عليها رغبتها بالخلاص من العبودية لغير الله وترتفع الأكف بالدعاء ربنا أقلنا من عثراتنا وتوفنا مع الأبرار لنجد ان التعامل مع الله وفي كل شيء له حكايته وحكايتنا اليوم قوله تعالى : واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا لنشهد من عيون التسنيم حكاية الليالي البيضاء وليلة الليلات التي لاظلم فيها ولا ظلام كأننا نقول تلك الليلة البيضاء التي غطت الكون وكان الفطر فيها قوام الصوم والصوم فيها زاد الفطر، وسلوك الصدقات بر ورحمة، ورحمة الزكاة طهارة من الدنس، وعزة الجهاد الاخلاص لله، وصراط الحج حضور بالحضرة، وعبادة الصلاة طمأنينة العبادة وفي قيلولتها تبتهج النفس لتجد في بيرق وصالها حكاية لها اسمها المبعوث بالحق الذي على كل مافي الانسانية اطاعته والتماس امره ونهيه وسلوك درب طاعته والعقل الموهوب يسامر الخيرين في حضورهم والكل يولي وجهه شطر الحاكم به اذ هو ولي أمره ليكون بطاعته طاعة ولي الأمر حين محاكات الروح به له حتى يكون كهو في غير مادته المكون بها والمسمى بها والعين تشهد لواجدها ان الحياة به تطول وبغيره تفنى ويسمع منادي الحق يوم القلادة وقد رفعت منارته وبسط بساطه حتى بلغ مطلع الفجر واندحر الجهل وغابت الاستنتاجات والاستقراءات ليحل محلها حضور بمعلوم ومعلوم بحضور يسمى الأول حي الحياة والثاني معناه الذي به وجد والحي فيه صفاته والخلق به ومنه يحيون كأنهم أفواج حجيج يزفون يعبرون من فوق الصراط تناديهم الملائكة هلموا هللوا سبحوا كبروا وانتم لله حامدين وادخلوها بسلام آمنين والسر الكوني يهمس يخبر يعلن أن حكايا الغد نرويها لكم بروايتكم حين تشهدون فيض الرحمة من لدن حكيم خبير قد تأودتم وسحبت منكم غشاوة البصر الحسير وصرتم في ربوة وغديرها يتدفق منه عذب الماء وروائح البخور والمكان كله كون وسهله وممتنعه، اقبال وسكون، ورحمته ملء الوجود كيف نتصافح لمَ نتوارد ماهي الوردة الواحدة التي نحن بها منشغلون سيان أكنا أترابا أم أجناسا فقيودنا نحن بها مقيمون ولها مسلمون وفكرة الحياء من الله ترواد النفوس فتعنفها الرغبة الحاملة للشهوات وفي الخريف حكاية الأوراق المتساقطة التي حبس عنها المطر لكونها لم تؤدي زكاتها للحق فسقطت تناثرت تزاحمت حملها الريح ليدسها في أكوام متراكمة في أديم الزوايا الميتة سقطت لأنها لم تعتبر انها خلقت لتكون عبدة لله وليس عبدة لرغبات الدنيا فوجدت ان لها صوتا تسمعه اذناها فراحت تحاكي حال حالها عن ديموميتها وجمالها ورفعتها ومكانتها المرموقة وقد ظنت بنفسها الظنون بعد ان حسبت أن مالها في هذه الدنيا من ممتلكات بهم تستدام حياتها فسمتهم بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان فسقطت وسقطوا ويبست ويبسوا فوجدت انهم كانوا منها وفيها يقيمون ولم ينفع الندم . إخوتنا الكرام: لتسري بنا سيارتنا تمخر بنا عباب المحيط ولترفق بحالنا لابد من الاعتصام بحبل الله ونجد في ذلك علامة لنا بها نهتدي وبرأفة الحق نقتدي وبالسلوك الآمن نرتجي وعلامة الصفاء طهارة النفس من قيود العبث بموارد الحياة الدنيوية التي فيها هلاك النفس ووقوعها في بحر طام والتماهي برغبات الجسد والله يقول عز شأنه : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً } صدق الله العلي العظيم . ونرى في الاعتصام معنى واحدا لمعان شتى أولها وأسناها التمسك بالنور الذي انزل مع الرسول فإن فيه زوال الفرقة والاختلاف وفيه معرفة النجاة بسطور سطرها الشرع وأقامها الحق للركون اليه عند بيان صدق انتمائنا للحق، والمرء لايعلم معنى الاعتصام إلا إذا أتاه برهان من نفسه على صحة قوله ودليله في قيامه وإقدامه . والاعتصام والبرهان وجهان لحقيقة واحدة هي معرفة النور المنزل وهل في ذلك فسحة أم لا ؟ وإن وجدت الى متى؟؟ وإلا لمن أنزل الله الكتاب والنور والرسول؟؟ وحقيق علينا معرفة صفات ذلك الرسول من النور الذي انزل معه لامن عدوه لقوله تعالى : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً من الْمُجْرِمِينَ .. فجعل الله في الكتاب والرسول والنور الذي أنزل معه هداية لمن أراد معرفة غاية وجوده وجعل في عدو النبي معرفة التضادد والبغي والفسق وجعل الكتاب حق من فاتحته إلى خاتمته ، نؤمن بمحكمه ومتشابهه وخاصه وعامه ووعده ووعيده وناسخه ومنسوخه وقصصه وأخباره ، لايقدر أحد من المخلوقين أن يأتي بمثله. وجعل في الرسول الأسوة الحسنة وجعل في النور الهداية وأقام لكل منهم معلمة به يعرف ومنها يقصد وبه يستدل فكان للقرآن كتاب والرسول محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وآله وجعل الأيمة أنواره وحججه في خلقه وبهم يعرف الطائع من العاصي هذا لمن استمسك بالصراط حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً .. عندها يجب البحث بمعقول القبول وشهادة البصيرة ان وجودنا لغاية ارادها الله لنا وهي عبادة الله وطاعته ومعرفته والسلوك الآمن في شرعه واتباع إمام العصر وولي الأمر الذي جعل طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله والخروج من دائرة التقاذف بمبهرات الدنيا الى جادة الصواب والتقوى مهللين بلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم لتحملنا اقامتنا في ربوع الحق الى ربوة هي حضرة فيها الفناء ولها البقاء وعندها الجنة ومنها السمع والبصر والتقوى إذ أجاد الله على عبد بعطيته وامتسكه بشعاع جبهته ولم يكن له بسببه الا الاتباع الخاص المخلص مقبلا على الله لايرى فيه سوى انه الإله المعبود فيستدرك مافاته في زمانه من تأخير وتقصير عن بلوغ غايته التي امتسك بجبهته من أجل معرفتها والخضوع لها عندها خرج من دائرة التعصب الذاتي التي ابتليت بها نفسه وقامت من شفا حفرة تحاكي نديمها تتبع سببها تناجي تخاطب تعمل لإرضاء باريها لينقل ذاك المرء الموصوف بعبوديته لله الى رحابة حضرة الحق وقد قضى تفثه وأوفى نذوره وساوى بين الصدفين عندما عرف مسجد القبلتين والنار التي تقبلت القرابين في ذروة اقباله واصطلى على نار الهداية التي احرقت كل تبعات الشر كما قال تعالى : فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى
| |
|