بسم الله الرحمن الرحيم
رجاء
رحلت بنا مرحلتنا إلى وادي النعيم يطل منها بلسم الحياة يبدو منه بريق كوضح الضحى يؤتي أكله وقعه كالنسيم العليل يراودنا في بيرق إيجادنا يستبق الخيرات منه له علينا يهذب النفوس ويقوم اعوجاجها ليجعلها مطواعة قيمة به على البدن تستنير بضحاه العقول لتكون محط آمال النفوس الرضية لتأودها به وتترجاه الأعمال الصالحة التي يؤديها البدن بحركيته لتكون بفضل الله تصلح لنا الأعمال ليكون لنا في صالح الأعمال ثواب ملقاها ويبتهج فيها الفكر بمدبرته حين خلوه من أناه وتقر بها العيون الرامقة لتدب فيها السكينة والخشوع ليكون من فيض الرحمة امتساك الجبهة القابلة بمقبولها تستنير العين بنور هدايتها حين يغمرها نور الصباح تتسمر الأفكار بروحها وريحانها ليكون للعاقلة حافظتها التي تحفز الفكر بمذكرتها تستوفي الشروط بعقد اتجاهها ليكون لها من الصراط المقدس بيت تأوي إليه عند اتساقها بعهدها وسراج تهتدي فيه بمناولتها بسوية استقامتها عاملة بطاعة الخالق وما عليها تؤديه والسر يبحث في مكنونات النفس عن من يلاقيه ليهذبه ويعطيه ويجعل منه قابل وللحق يجذبه ليأويه وتأوي الكلمات المبعثرات إلى محلها بسراج الرحمة تخاطب المقدس بقدسيته وتتجنب الموارد الدنيئة لترتفع بحاملها إلى دار الأمان لتكون العاقلة والمدبرة والحافظة والمذكرة حواسها التي هي فطنتها الموهوبة لها من غرائب علوم ومعارف الروحانية تستنبط تقرأ في ورودها إلى ماء الحياة تستغرق في إقامتها بدوامية الوصل بعشق لانهاية له تستولي عليها معديتها لتحملها في مفعولها في مردها إلى موردها تفنى فيها أنانيتها تستوجب منها المفضلة أن تقر في وردها عذب الفرات بلا نحلة ولا مواربة وأن الحق هو الصدق في أقوالها وإقبالها وسرها وسريرتها وهو نور هدايتها لتتفحص ماضيها الملقي فيه أتون رغباتها فتجرده عن ماهيتها وتعلق عليه آمالها في وئدها لمكنونات النفس التركيبية وتتعلق هي بحبل مودتها لموجدها فترقى في دار عليين مع الأبرار والصالحين .
فالكلمة الطيبة بذرة خير تودع في النفس الطاهرة مدها من روحانية أناها أنوار قدس المعارف لتتم رحلتها في أديم مسراها ومسواها لتكتمل دائرة عشقها في طاعتها لخالقها الذي خلقها بأحسن تقويم وقال لها : وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون . فبدت عليها فصاحة الإقبال وبلاغة معرفة المثل العليا والمثال لتكون صورة حال تسترشد بنور باريها وهي في سجودها له طائعة تستظل برحمته وتنسق بقايا كرتها ليكون في رجعتها صفوة صفائها ملاذمة للحق بلا منقول ولا مهجور سعادتها في كونها بكنف رحمة باريها .