Admin Admin
عدد المساهمات : 304 نقاط : 951 السٌّمعَة : 62 تاريخ التسجيل : 12/05/2015
| موضوع: لنا قول به حكمة السبت فبراير 02, 2019 10:05 am | |
|
لنا قول إن نفس المؤمن لها زاجر عظيم قوي ظاهر لها غير محجوبة عنه تراه وتسمعه تحسه وتعلمه يأمرها بأمره وينهاها بنهيه ويوضح لها غايتها ومنتهاها فهو يعارض النفس المكبوتة تحت حكم الجوارح مذلولة حتى تخرج من سجنها وتفتح باب دارها وتقتبل الى آمرها ويكشف لها قبيح معاني ومسميات الأشياء القبيحة الداخلة على النفس من خارجها تلوثها وتحكمها وتتحكم بها وكذلك بكشف معاني وصفات وخلق الأشياء الصادقة التقية النقية وبذلك فهو يعارضها في مآلها إن لحق بها الحيف وإن هذا المعارض من جوهر السبيل قيمة عقلية حال بالنفس مساو لها إن استقرت في مضامينه وأما إذا استقرت دعوة المخالفة والمعاندة والجحود ذلك الضد في تلك النفس فيقوم ذلك العارض بزجرها وهو يلقي اليها فهمه وصفته وعينه ومراميه من جمال التبعية للحق وحسن المآل اليه ويكشف لها قبح تلك الأعمال الشريرة وسوء عاقبتها وقبح أفعالها ويوضح لها الشاهد أثر الشاهد والمعلومة أثر المعلومة فإن ارتدعت النفس وعادت سيرتها الأولى من التبعية للحق بانت عنها تلك الدعوة الخبيثة وغابت كما يغيب القتم في ضوء النهار ولم يكن لها في تلك النفس مستقر تنجذب اليه ولا موئلا تعتمد عليه وأما إن اتبعت النفس ذاك الرياء وخالفت ذلك الجوهر المعارض لكل قبح عاندته وأغلقت ابوابها عنه وجعلت بينها وبينه رياح سديمية فتصبح الرؤية فيها كالضوء في الغبار في الجو الضبابي وتغشى بصرها كثافته وتاركة ما أوضحه لها ذلك الجوهر بل وخالفته وسلمت نفسها لضدها وكشفت له عن حقائق تبعيتها اليه به حتى تسمت به الأمارة بالسوء وخلعت عنها رداء التقية وقد غلب عليها صفات الضدية وآمريته فيزول ذلك الجوهر الحقاني عن معدن النفس ويعريها من لباسه وحاضنته ونعيم جنته وتصبح النفس بيت للمخالفة تقبل كل مايرد عليها من الشر .
| |
|