عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ: «إِنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلى أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما السلام فَقَالَ لَهُ:
أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: «وَ الَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ» مَا هذَا الْحَقُّ الْمَعْلُومُ ؟
فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما السلام: الْحَقُّ الْمَعْلُومُ: الشَّيْءُ يُخْرِجُهُ مِنْ مَالِهِ لَيْسَ مِنَ الزَّكَاةِ، وَلَامِنَ الصَّدَقَةِ الْمَفْرُوضَتَيْنِ.
قَالَ: فَإِذَا لَمْ يَكُنْ مِنَ الزَّكَاةِ وَلَامِنَ الصَّدَقَةِ، فَمَا هُوَ؟
فَقَالَ: هُوَ الشَّيْءُ يُخْرِجُهُ الرَّجُلُ مِنْ مَالِهِ إِنْ شَاءَ أَكْثَرَ، وَإِنْ شَاءَ أَقَلَّ عَلى قَدْرِ مَا يَمْلِكُ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: فَمَا يَصْنَعُ بِهِ؟
قَالَ: يَصِلُ بِهِ رَحِماً ، وَيُقَوِّي بِهِ ضَعْيفاً ، وَيَحْمِلُ بِهِ كَلًّا، أَوْ يَصِلُ بِهِ أَخاً لَهُ فِي اللَّهِ، أَوْ لِنَائِبَةٍ تَنُوبُهُ ، فَقَالَ الرَّجُلُ: اللَّهُ يَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَاتِهِ».