و روي أنه صلى الله عليه وآله لما مرض مرضه الذي مات فيه خرج متعصبا معتمدا على يد أمير المؤمنين ع و الفضل بن العباس فتبعه الناس فقال أيها الناس إنه قد آن مني خفوقي يعني رحيلي و قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع ثم جاء حتى دخل البقيع ثم قال السلام عليكم يا أهل التوبة السلام عليكم يا أهل الغربة ليهنكم ما أصبحتم فيه ما الناس فيه أتت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع أولها آخرها ثم استغفر لهم و أطال الاستغفار و رجع فصعد المنبر و اجتمع الناس حوله فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أيها الناس إنه قد آن مني خفوقي فإن جبرئيل ع كان يأتيني يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة و إنه قد عارضني به في هذه السنة مرتين و لا أقول ذلك إلا لحضور أجلي فمن كان له علي دين فليذكره لأعطيه و من كان له عندي عدة فليذكرها أعطه أيها الناس لا يتمنى متمني و لا يدعي مدع فإنه و الله لا ينجي إلا العمل و رحمة الله لو عصيت لهويت ثم رفع طرفه إلى السماء و قال اللهم قد بلغت