كسارق الضياء

موضوع: كسارق الضياء الأحد يونيو 14, 2015 9:05 pm

كسارق الضياء

أحباؤنا حضور كلمتنا للذكرى والنصح والفطنة وللأمر نقول: أنه لايصح أن يظن أحد من خلق الله أنه من المجتبين حقيقة ويجب أن لايتمادى باحكامه على مجريات الحكمة ويجعل لجسده قيمة معنوية حمل وصفها وتزين بها وكأن الصفة العلية أصبحت ملك يمينه بهذه المثل العليا لاتجتهد أو تتسمى بأسماء تعبر منها الى هناك الملاك الشعلة التي تنير قلوب عرفة فالعقل يتميز بصفات حميدة سامية النتائج وبينة المعالم من كان به من عقل الانسان الذي خلقه الله بأحسن تقويم وإن لم يكن هكذا يتصنع أنه حيم عاقل وهو كسارق الضياء ينصح غيره وهو كامل بنفسه ويقول لغيره دعني لاتلمني فإني أحيا بوحدتي مكتفيا بنفسي من غيري ويعلم بنفسه بأن مالزم به نفسه ليس له ولا عليه .. لكن مواطن الانسان ومجريات الأقدار تجعله هكذا متحدا بنفسه مختليا بكونه يحلم بما يريد ويرتهن جسده لم أجبه ...
هكذا رؤية من يقبل أن يرى من الناس مايغايره ليقبل منه أن يحتلي بما هو هارب منه ... والمد بعيد جدا والسعادة حكاية ينشدها الضعيف منا وهي من زينة الحياة الدنيا لكن السعادة حقيقة هي كائنة بأن تخلع عنك هذا الناسوت ومتطلباته ومعرفة الحد الأول من العلم والمعرفة ومن ثم الإقرار لخالق الخلق بالأزلية وبالربوبية وعندها تشعر أن تلك الحسبة الفانية خبا وهجها وبدا صوت الحدي المحمدي يسمع .. وذاك صوت الفناء يموت بهدوء ينساب ويرحل الى الأعماق لكنه قد يفيق العاصي بك ليدمر ماوصلت له من حقائق ونتائج .
احتكم الى الله ولا تحسب ذاتك ربان سفينة اختلطت به وعليه الأنواء لكن بالحق الى سفينة نوح منتهى الأمل والرجوة منا أن نكون من ركابها الناجون فيها والحق نحن نطلب دائما الحكمة في الخفاء في الظلال وبه نعلم أنه تقدس الإله وبالحتم المعاد اليك بالأمر وأنت صاحب الأمر ففهمنا وبلغ فهمنا بقولك تعاليت وجليت في كتابك المنزل : يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ{27} ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً{28} فَادْخُلِي فِي عِبَادِي{29} وَادْخُلِي جَنَّتِي{30} صدق الله العلي العظيم

علي ابن المحمود
ابن الضيعة العالية