حضرت حضورك
عظمة كلية تلك المنارة الشامخة وهي كيفت الكيفيات وارسلت شعاع رحمتها تلف الكائنات بكنف أكنافها وترمي عليهم من لدنها رحمة العائدين والتسبيح في سماء العرفان عرفان بأنه يوم الرحمة ولحظة اللقاء تبتهج النفوس ويعلو الحمد والشكر حتى يبلغ مبلغه وتكتب به حجته وتسند اليه مقالته والانسان يلبي في رق عبوديته للخالق أن الحق وحده له القيامة والدوامة والعبد فان بفناه لايملك شيئا ولا يقوم له الشيء بل هو يقوم عند حضوره فيرى نقطة بازغة لمحة ساطعة ومضة مضيئة يسميها معرفة تحدها حضوريته من أينه هي الآن التي انت حاضر بها لأنك أنت الحاضر بحضرة هذه الحقيقة وترى منها مقدار حضورك وليس لك في غيرها مطلب وأنت تسعى للإكتمال بحضوريتك بحضرتها فتسمي فيها الأشياء شيء فشيء حتى شيئك ثم تزعن لها بالطاعة ثم تغيب نفسك عن ماسواها فتراها من نفسك لنفسك قائمة وأنت فيها فان ويغرب عنك ميزان القسط الماضي والمستقبل رغم اعتقادك أنها هي هي بالماضي والمستقبل لاتغيير فيها ولا زوال لها لأن فيها قوم عبروا مثلك وشهدوا مثلك وغابوا في حضرة حضوريتهم ثم ماتوا ثم عاشوا ثم بعثوا وهم أحياء في أجداثهم .