لنجهز راحلتنا
بسم الله الرحمن الرحيم
لنقم من ثباتنا نحمل زادنا نرحل الهوينا نخاطب الحق فينا نواصل سيرنا نعمل بإمعان نرتقي بصبر لانعلل النفس بالهوى نرقب الحضرة يكتنفنا اللطف تحيا بنا السعادة ونحمل فينا زادنا ولباس التقوى لنا بيتا توشوش الريح زكاتنا نعطر أنفسنا بريح الجنة نأخذ كأسا مفعما من عذب الماء ليكون لنا منه حياة نصب منه على أنفسنا نطهر به ذواتنا يربط على قلوبنا نجافي الشهوات ونحمل من النعمة رونق الحياة .. وهاهي ريح الفناء تهب على متن الانسان لتكشف ظهره للريح العاتية تسلمه بيديها الى الضياع تنسف ريح الخلود تضعضع أركان المسير على الصراط تسلط على الأحسن تقويم الريح المتمردة ونترك الجنان وسكانها الحاملون وديعة الحق في ابنية الكلام بيوم يومهم الذي انتصف به النهار وبانت شجرة الخلود تخاطب المستظلين بظلها أن ودعوا آهاتكم وارحلوا مع الراحلين الى ربى الرحمن الى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين .. رحلة تكتمل فيها المدارك الخيّرة وتستوي فيها معاني الحق في قلب الانسان ليبدو فيها اكتماله بحق الله عليه وهي العبودية لله وحده بلا شريك .. رحلة تعود النفس فيها الى سيرتها الأولى عندما أوجدها المعل الأول بأحسن تقويم وأمرها بطاعته وأخذها الشيطان الى ماسماه شجرة الخلود وهي شجرة الزقوم وألبسه لباس العفن من تبعات الرغائب الجسدية والمتاع الدنيوي وأخلاه من صراطه القويم ودس في أروقته حب الأنا المتكبرة ولما نظر الإنسان الى سوأته عرف كيف ارتكب خطيئته فسعى الى التوبة لنيل رضوان الله ومن عمل عليها نال الفوز والهنا .
لنجعل من الإنابة للحق مسلكاً للصدق فنرى ان الخير كله بجملته ومفرداته من نسج الحكمة الخفية والإرادة الأزلية ليكون لنا عينا مبصرة وقلبا مبعدة عنه الحيرة مجعولة به الرحمة منساقة اليه النفس بطينتها ومعقولاتها الحياتية حتى نعتقد أن لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .