هل تنتظر يومك

الى أين الرحيل ايها الرحالة فالرحلة طويلة والزاد قليل ومطية الشوق متعبة وما علينا إلا القيام بالسفر ونحن عليه مجبورين فالعمر قد ولى والجسد قد أنهكه طول الاستلقاء في ملذات الدنيا ولوازمها والعين تدمع على عمر الشباب وياليت يعود لنعمل صالحا وان عاد قد نعود الى ماكنا به وعليه هيهات منا الاتباع للحق الى بالحق رويدك ايتها النفس اللوامة اين كنت في ربيع شبابك وماذا حملت من ربوع عمرك وكيف استقيت من حمى ملقاك عملا يرضاه الله ليكون مشعلا لك في رحلتك الأخيرة أم نسيت ان اليوم الأخير لابد انك ستبلغيه وترحلي عن هذه الأرض لتستقبلك الأرض وتدفنك في بطنها وليس لك فيها سوى هذه الحفيرة والندم على مافاتك ان لم تكوني بالغة في حمد الله وشكره تابعة لشرعه ملتزمة بقيمه مستقيمة على طريقة المنهج قد واليت الحق واتبعت الصراط القيوم ولا خيرة من حب محمد وأهل بيته عليهم السلام لتكون الاستقامة طريق النجاة اذ الموت جميعنا اليه قادمون ونحمل اعمالنا معنا فإن كانت خيّرة تكون لنا كسراج نستضيء بنوره في رحابة رحلتنا وإن كانت سيئة تكون حسرة وندم يوم لاينفع الندم فاعمل لآخرتك كأنك تعيش اليوم الأخير الذي أبلغت فيه أنه يوم رحيلك عن هذه الحياة وملذاتها واتبع سببا لترقى وتحملك المعدية الى دار الخلود التي أعدة للمتقين .